الحــــب والعــــار

وقفت فاطمه في ذهول وخوف عند رؤيتها لوجه أخيها جابر يطل من بعيد,خفق قلبها بشدة,

تدارت قليلا خلف كتف حبيبها الذي كان أشد خوفا منها, قرأت ذلك في عينيه وصوته الذي كان يختنق شيئا فشيئا مع اقتراب أخيها منهما,
تنفست بعمق, ثم استجمعت قواها للمواجهة,تحدثت مع نفسها لبضع
ثوان:
أنا لم أخطئ بشي,أحببت بصدق وإخلاص ,فهل الحب حرام؟

علا صوت جابر على مسافةأمتار منها وبدأ بالشتائم والتوعد,استدارت ثانية علها تجد بعض الأمان بين ذراعي حبيبها......فلم تجده!!

كسر الخوف وحب الذات كل سنين الحب ولحظات الفرح وتلاشت الذكريات الجميلة والأحلام الوردية

وتخلى عن حبه وعنها في لحظة جبن ,,,,فلا عجب ..فعلى المحك يعرف المرء فإما أن يكون رجل مواقف

وإماأن يكون مختبئ في زي رجل

جرها جابر من شعرها بقوة دون أن يصغي إلى أي كلمة مما تقول,,

استقر جسدها على أرض المنزل فسحبت ساقيها المهشمتين من قساوة الطريق وقساوة من يجب أن

يكون أحن من القشرة على عودها ولكن .............

وخبأت تواقيع القسوة تحت طرف ثوبها المغبر ور فعت رأسها لتجد حشدا من سكان القرية قداجتمعوا حولها , ينظرون ويتسائلون ما الذنب الذي اقترفته,
وفي غضون دقائق كانت العيون تنظر إليها بازدراءوألسنة الناس تتهمها وتقذفها

شعرت بمرارة الوحدة في تلك اللحظة حتى أقرب الناس لها لن يرحمها

نهضت مستعيدة ما يمكن استعادته من رباطة الجأش وأزاحت خصلات الشعر المبعثرة على وجهها

ومن بين الحشود يعود صراخ الأخ :سأذبحك أيتها السافلة ,سنغسل عارنا بيدينا

انتصرت القوة في داخلها على الخوف وتفجرت كلاما أسكت الجميع:

(تريدأن تغسل عارك؟؟هل أصبح الحب عارا.لم أكن مختبئة عن الناس ,كنت أقف مع حبيبي

على مرأى ومسامع الجميع .ولو قصدت السوء لما استطعت أن تراني ,هل أصبحتم تفضلون الظلام والليل على النور والنهار وتفضلون الاختفاء خلف الباطل على الحقيقة النيرة

لماذا لم تغسل عارك عندما صفعك رامز أمام الجميع ووقفت كالصنم لم تحرك ساكنا خوفا

من عصاه ذات الرأس الحديدي

لماذا لم تغسل عارك عندما أخذ أبو أنور جزء من أرضنا وضمها إلى أرضه زاعما أنها له

ووقفت تنظر ولم تطالب بحقك وأرضك , أين كانت رجولتك عند عجزك عن تأمين اجرة العملية الجراحية لأمك المسكينة وتوفيت وهي تئن تحت وطأة الألم

أين كان شرفك عندما رهنت المنزل لتأخذ المال وتتسكع فيه في المدينة وفي الملاهي الليلية

أين كرامتك وأنت تعتمد على أبوك العجوز اللذي يعمل ليلا نهارا ليؤمن لقمة العيش

جحظت عيناه وكمد وجهه وبصوت كالرعد:اصمتي أيتها الساقطة

وغرز سكينه في صدرها..........تنهدت بعمق شديد لعل هذه الأنفاس تنقذها وتقاوم ألم الموت وتبعد شبحه,,
وجالت عينيها تبحث في أعين الناس عن أحد يؤازرها ولو بكلمة أو بنظرة شفقة

لكنها لم تجد,فقررت أن تغمض عيناها إلى الأبد وترتاح من هذا العالم المجحد

علت أصوات الناس .. بين مؤيد ومؤازر :

لاتخف لقد غسلت العار

لكنها لم تخلو من بعض أصوات الحكماء الذين تأخروا في الوصول

(ياللعار......ياللعار, إن لم تعرف اليوم أين العار فلن تعرفه أو تدركه ماحييت)..

**

**

تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتي