الحقيقه والجمال

الحقيقه والجمال

هنالك من يتسائلون إذا كانت الحقيقه تطابق الجمال فشخص ما يريد أن يقول الحقيقه ولكنها ليست دائما جميله بل أحيانا مخيفه وصادمه أيضا, فكيف إذا يمكن التعبير عن الجمال والحقيقه باّن واحد, على كل حال الجواب هو أن الجمال والحقيقه حتما يتطابقان, ففي الوجود التجاوزي ألحقيقه جميله دائماً والحقيقي المطلق جميل جداً لدرجة ان الكل مبهور بحسنه حتى هو نفسه , جماله يتعدى كل ما بالوجود لدرجة أن عباده تركوا الكل لأجله .
المهاتما غاندي ألذي يعتبر من عمالقة هذا العصر, قد كرس حياته وأعماله لخدمة الحقيقة , ليس فقط للماهاتما غاندي بل لكلنا هنالك الدافع للبحث عن الحقيقه , لانه لا يحذبنا إليه فقط بجماله الحقيقي بل بمقدرته الهائله وغناه, لأنه هو المالك الحقيقي لكل ما نراه وبحوزته كل القوه والحكمه بصورة كامله
ومع هذا فهو مكتفئ بذاته لا حاجة له لأي من هذا .
ألمؤسف هو أن الناس لا يعرفون الحقيقه فإن 99,9% منهم يتقبلون ألغير حقيقي على أنه الحقيقي, لهذا فان للشخص الدنيوي تبدو الحقيقه كانها تتناقض مع الجمال .
ألحقيقه والجمال الأرضيين يمكن شرحهم على هذا النحو:
يقال أن مرة أراد شاب قوي البنيه ووسيم فرض مغازلاته على شابه بغاية الجمال, شخصية الشاب لم تكن حسنه وأما الفتاة فكانت بغاية الذكاء وملمه بمفاهيم الروح, ولم تشعر بأنه يريد بالفعل محبه حقيقيه بل مجرد معاكسه شهوانيه, لذا فلم يروق لها غرامه الزائف, وأما هو فلم يتمكن من السيطره على شهوانيته ظل يكرر محاولاته, فبدافع الشفقه عليه قررت الفتاة ان تعلمه درسا ليعي حكمة من عبرته, فطلبت منه أن يلقاها في نفس المكان بموعد معين, ففرح الشاب وهو بفارغ الصبر للقياها.
دافع الشابه الطاهر بإظهار جمال الحقيقه المطلقه جعلها تبتلع كميات هائله من المواد المسهله والتي تسبب أيضا ألتقيئ وحفظت كل إفرازاتها الجسديه وبرازها في قناني وأوعيه جميله, وبسبب هذا فإن جسدها أصبح شاحبا وضعيفا مثل هيكل عضمي, وأعينها سقطوا في محورهم, وفي لحظة الميعاد إنتظرت الشابه بغاية الفضوليه للشاب الشهواني.
عندما ظهر بلباسه الأنيق فبأدب سال الشاب الصبيه البشعه التي رأها أمامه عن الفتات الجميله ألتي ينتظهرها, فحتى عندما قدمت الشابه نفسها لم يستطع الشاب تمييزها بسبب مظهرها المرعب, فبلاّخر شرحت الصبيه للشاب المليئ بالشهوانيه أنها فصلت عن نفسها عناصر جمالها ووضعتهم في أوعيه, وأضافة أن بإستطاعته الإستمتاع بهذه الإفرازات, فعندما طلب شاعرنا أن يرى إكسيل جمالها فقادته الشابه إلى المكان ألذي حفظت به برازها وقيئها والذي إنبثقت منهم رائحة لا تحتمل, فعندها تبين للشاب موضوع الجمال السائل. فبفضل خصال الشابه الروحانيه تعلم الشاب البسيط التمييز بين المهم للفاسد وعادت له حكمته.
حال هذا الشاب تشابه حال أي شخص منا الذي ينجذب لجمال أرضي وزائف, هذه الشابه الجميله التي ذكرت بهذه القصه كان لها جسد دنيوي جميل وجذاب ألذي صمم لها عندما كانت بالرحم وفقا لنفسانيتها, ولكنها الروح مختلفه عن نفسيتها وجسدها الزائلين, انها كائن روحي والشاب الذي لاحقها هو أيضا كائن روحي ألذي إنبهر بجمال جلدها الخادع .
ألشعراء والكتاب الأرضيين مبهورون بسحر الجمال الخارجي الكاذب, ولذا فإن إنجذابهم للحقيقه هو نسبيّ لأنهم يجهلون الروح ألتي هي حقيقيه وجميله بنفس الوقت, ألروح جميلة جدا لدرجة انها عندما تترك ألجسد الزائف ألمليئ بالقيئ والبراز ألذي يبدو جميلا , فان لا أحد يريده أو يريد لمسه, حتى وإذا كان ملبسا بثياب أنيقه . كلنا ننجذب لحقيقة نسبيه وكاذبه وألتي لا تلائم ألجمال الحقيقي, في حين أن الحقيقه المطلقه جميلة جدا.
ألروح لا تباد ولا تقهر في حين أن كمية بسيطه من المواد المسهله تبيد جمال الجلد الخارجي في خلال ساعات معدوده, بينما جمال الروح الحقيقي لا يفنى ويبقى دائما على ما هو.
لسؤ الحظ ألشعراء والمفكرين ألدنيويين يجهلون جمال الروح الفرديه والروح العليا, علة كل العلل ومصدر كل الكائنات الروحيه ويجهلون أيضا العلاقات التجاوزيه بين الروح الفرديه والروح العليا.
عندما تفهم هذه العلاقات التجاوزيه على يد الكائن الروحي بفضل إحسان الروح العليا إليه فعندها سيتمكن هؤلاء ألأغبياء من إدراك ما يكمن من وراء حواسهم الدنيويه, فهم ماسورون جدا بظاهرة القئ والبراز ألموصوفه بهذه القصه ولهذا فهم يتسائلون بياس كيف بالأمكان فهم هذه الحبكه عن الفرق بين الحقيقه والجمال.
ألناس الدنيويين يجهلون بأن الروح العليا هي شخصيه وهي بغاية الجمال والجاذبيه ,انهم لا يدرون أن الخالق هو مصدر كل ما بالخليقه وهو الفحوى وعلة كل العلل, ولا يعرفون أنهم أجزاء منه يشابهونه بخصال الجمال والأبديه, والفرق هو أن الروح العليا هي كامله للأبد وأما الأجزاء فهي أجزاء للأبد, على كل حال إثناهما يمثلون ألحقيقه المطلقه, ألجمال المطلق, ألمعرفه المطلقه, ألقدره المطلقه, ألزهد المطلق, والثراء المطلق.
كل أدب عالمي, حتى ألمكتوب على أيدي كبار الشعراء الدنيويين إذا لم يصف الحقيقه المطلقه والجمال المطلق فانه مجرد خليط من البراز وقيء الحقيقة الزائفه , أدب حقيقي هو ذاك الذي يصف حقيقة وجمال المطلق

بارك الله فيك اخي الغالي غياث فعلا موضوع بيستحق نوفق عندو ونقرا مره ومرتين
لنتعلم ونستفيد

شكراً أخي العزيز علي لقرائتك الموضوع والثناء عليه

يعطيك الف عافي اخي غياث

مشكور أخونا الحبيب موضوع مميز
لكن إذا بتسمحلي ملاحظة بسيطة هي أنو اللغة تأثيرها كبير على جمالية الموضوع
لهيك ياريت لو كانت اللغة سليمة أكتر من هيك
طبعاً بلا معلمية أنت ما بينقصك فهم
ومرة تانية شكراً جار

بينما جمال الروح الحقيقي لا يفنى ويبقى دائما على ما هو.

مشكووور اخي غياث

موضوع اكتر من رائع..تقبل مرووووووري

مع كل حبـــــــــــــــــي

وائــل